*تأثير سقوط نظام بشار الأسد على حزب الله*
د. علاء السعيد
سقوط نظام بشار الأسد سيترك تأثيرًا كبيرًا على حزب الله، نظرًا لاعتماده الكبير على الدعم السوري كحلقة وصل استراتيجية مع إيران. فيما يلي أبرز السيناريوهات المحتملة لمصير حزب الله بعد هذا التطور:
1. تراجع النفوذ الإقليمي:
فقدان خط الإمداد: يعتمد حزب الله بشكل كبير على سوريا كمعبر للأسلحة والموارد القادمة من إيران. سقوط النظام سيؤدي إلى تعطيل هذه الشبكة اللوجستية، مما يضعف قدراته العسكرية.
غياب الحليف الأساسي: النظام السوري كان داعمًا سياسيًا وعسكريًا لحزب الله. فقدان هذا الدعم سيؤثر على موقع الحزب في المنطقة.
2. مواجهة ضغط داخلي في لبنان:
تصاعد الانتقادات: ستزداد الضغوط على حزب الله في الداخل اللبناني، خاصة من خصومه السياسيين الذين قد يعتبرون سقوط النظام السوري فرصة لتقليص نفوذه.
ضعف التمويل: مع احتمال تراجع الدعم الإيراني بسبب الأوضاع في سوريا، قد يواجه الحزب أزمة مالية تؤثر على قدرته على توفير الخدمات والولاءات داخليًا.
3. زيادة العزلة الدولية:
تصاعد الضغوط الغربية: سقوط الأسد قد يعزز الضغط الدولي على حزب الله، خاصة من الولايات المتحدة وحلفائها، مما يزيد من تصنيفه كمنظمة إرهابية على نطاق أوسع.
تقليص تحركاته الإقليمية: ستضعف قدرة الحزب على التدخل في صراعات خارجية مثل اليمن والعراق.
4. الانسحاب من سوريا:
فقدان الدافع للتواجد العسكري: كان تدخل حزب الله في سوريا مرتبطًا بشكل مباشر بدعم نظام الأسد. مع سقوط النظام، قد يعيد الحزب تموضعه أو ينسحب جزئيًا لتجنب الخسائر.
مواجهة التحديات على الأرض: قد يجد الحزب نفسه في مواجهة جماعات معادية داخل سوريا، مما يزيد من تكلفة بقائه هناك.
5. إعادة ترتيب الأولويات:
التركيز على الداخل اللبناني: قد يضطر حزب الله إلى تقليل انخراطه الإقليمي والتركيز على تثبيت نفوذه داخل لبنان.
التكيف مع الوضع الجديد: الحزب قد يسعى لإعادة بناء تحالفاته على أسس جديدة في ظل غياب النظام السوري.
6. احتمالية تحول استراتيجي:
تعزيز العلاقة مع إيران: قد يحاول الحزب تعويض خسائره من خلال تعزيز علاقاته مع إيران، لكن هذا سيكون محدودًا بسبب الصعوبات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها طهران.
البحث عن حلفاء جدد: ربما يسعى الحزب إلى تطوير علاقات مع جهات إقليمية أخرى لتعويض خسائره.
الختام:
مصير حزب الله سيعتمد بشكل كبير على قدرة الحزب على التكيف مع الوضع الجديد في المنطقة بعد سقوط النظام السوري. لكنه بلا شك سيواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والداخلي، مما قد يؤدي إلى تقليص نفوذه مقارنة بفترات سابقة.
الدكتور علاء السعيد يكتب تأثير سقوط نظام الأسد على حزب الله
Facebook Comments