
بعد القرارات الجديدة التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عدد من الدول الكبرى، بما فيها الصين، روسيا، كندا، ومصر فيما يتعلق بالقضايا الجمركية، أجرينا حديثًا مع الدكتور طارق محمود، الخبير الاقتصادي، حول التأثير المحتمل لهذه القرارات على المشهد السياسي والاقتصادي العالمي.
وأوضح الدكتور طارق محمود في تصريحات خاصة لصحيفة “الجارديان مصر” أن الرئيس ترامب لديه طابع استبدادي ويعاني من ما يمكن وصفه بـ”داء العظمة”، معتبرا أن هذه القرارات غير منطقية، خاصة وأن فترة ولاية ترامب الجديدة بدأت قبل ثلاثة أشهر فقط، ومع ذلك اتخذ سلسلة من القرارات التي تبدو أنها تستهدف دولًا كبرى بشكل مباشر، وأعرب عن استغرابه قائلاً: “كيف ما زال رئيسًا لدولة كبرى مثل أمريكا؟”، مؤكدًا أن هذه السياسات غير مدروسة.
وأشار محمود إلى أن هذه الخطوات تهدف في الأساس إلى ممارسة الضغط العسكري على دول مثل روسيا والصين، وكذلك الضغط السياسي والاقتصادي على دول كبرى مثل مصر
وأوضح أن هذه القرارات سيكون لها تبعات اقتصادية على مستوى العالم، إلا أن التأثير على مصر قد يكون أقل حدة مقارنة ببقية الدول، وأرجع ذلك إلى محاولة ترامب الاستفادة من الوضع القائم الذي يسيطر فيه الحوثيون على مضيق باب المندب، بهدف تحويل جزء كبير من التجارة العالمية عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وعندما سُئل عن تأثير تحويل مسار شركات النقل عبر رأس الرجاء الصالح على قناة السويس، أكد محمود أن إغلاق باب المندب سيؤدي بلا شك إلى تأثير سلبي على الإيرادات التي تعتمد عليها قناة السويس، منوها إلى إدراك ترامب لهذا الأمر، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي عرض على مصر مقترحًا يسمح بتهجير الفلسطينيين مقابل التخلص من السيطرة الحوثية على المضيق، وهو ما رفضته مصر بشدة.
أما فيما يتعلق بإسرائيل، فقال محمود إن الوضع الحالي يوفر فرصة لإسرائيل لمحاولة تنفيذ مشروع إنشاء ممر جديد ينافس قناة السويس، لكنه أضاف أنهم ليسوا مستعدين حتى الآن لهذه الخطوة، مشيرًا إلى أن التفوق العسكري المصري لا يزال يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة وإسرائيل.
وأوضح أن مصر، على الرغم من قوتها العسكرية الكبيرة، لا تسعى سوى للدفاع عن نفسها باعتبارها دولة تعتمد على الحق وليس القوة الجبرية.
وفي ختام حديثه، أكد محمود أن قرارات ترامب لن تؤثر سياسيًا على مصر بشكل كبير، لكنها قد تؤدي إلى تداعيات اقتصادية ملحوظة، خاصة مع احتمال توقف الملاحة البحرية في البحر الأحمر نتيجة إغلاق مضيق باب المندب، مما سينعكس بلا شك على إيرادات قناة السويس.