
وأكد الدكتور طارق محمود، الخبير الاقتصادي، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر ولقاءه بالرئيس المصري حملت طابعًا وديًا يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، موضحا أن زيارة ماكرون شملت جولة في منطقة الحسين، حيث استمتع بتناول الأطعمة الشعبية المصرية، وهو ما اعتبره رسالة غير مباشرة للتضامن مع مصر.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تحمل إشارات ضمنية لقادة مثل دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو بأن مصر تتمتع بدعم قوي من الغرب.
وفي تصريح خاص لـ “الجارديان مصر”، أوضح محمود أن اللقاءات والاتفاقيات التي أُبرمت خلال الزيارة تعمل على تقوية العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية.
وأكد كذلك أن تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص اتفاقيات الدفاع بين روسيا ومصر يشير إلى وجود تحالف عسكري استراتيجي. كما لفت إلى أن أي تصعيد عسكري قد يتحول إلى مواجهة واسعة النطاق إذا تورطت مصر، مما يبرز أهمية هذه التحالفات.
وقال محمود إن الكويت قدمت نموذجًا مميزًا للتضامن العربي، من خلال ثلاثة مبادرات لدعم مصر شملت توفير البترول، السلع الغذائية، واستصلاح الأراضي في الصحراء الغربية. من جانبها، أرسلت فرنسا دعمًا إضافيًا يمثل جزءًا من الاتفاقية العسكرية المشتركة، من خلال طائرتين عسكريتين، مما يعكس تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.
على الصعيد الاقتصادي والدبلوماسي، أشار إلى أن الزيارة أسفرت عن مبادرات جديدة للمشاريع الاستثمارية بين مصر وفرنسا، وهو ما يعزز موقف مصر في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية والأمريكية. هذا يأتي مع بوادر رفض بعض الدول الأوروبية لسياسات بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب العدوانية في المنطقة.
أما بشأن القضايا الإقليمية، فلفت إلى مؤشرات على رغبة السعودية والإمارات وبعض الدول ذات التحالفات الوثيقة مع الولايات المتحدة في إعادة تقييم مواقفها الحالية، لتجنب الانخراط في قرارات قد تتعارض مع مصالحها المستقبلية.
ختامًا، أوضح أن الدعم الثلاثي الذي قدمته كل من فرنسا وروسيا والكويت لا يقتصر على التضامن مع مصر فقط، بل يعكس رغبةً في تعزيز التعاون لتحقيق الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة. ويأتي ذلك في سياق دعم القضية الفلسطينية والتصدي لتوجهات القوى الكبرى.