بإسم السلامِ مددنا أيادينا.. ولأجل السلامِ تسمو أمانينا
بتلك الكلمات البسيطةِ في حروفها.. العميقةِ في معانيها، يسعدنا أن يكون لنا لقاء صحفي جديد مع ممثل الدولة الليبية في البرلمان الدولي للتسامح والسلام سعادة النائب/ آدم يعقوب.
السيرة الذاتية لسعادة النائب/ آدم يعقوب:
حصل يعقوب على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة عمر المختار، وأكمل دراساته العليا ليحصل على الماجستير في شعبة الأدبيات من ذات الجامعة
ثم حصل على الدكتوراه في اللغة العربية والدراسات الأدبية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.
أما عن خبراته العملية، فهو عضو هيئة تدريس بجامعة السيد محمد بن علي السنوسي.
أستاذ مقرر ( الأدب الأندلسي ) بكلية الدراسات الإسلامية، قسم اللغة العربية .
وأيضاً مدير مكتب شؤون أعضاء هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية بالجامعة الأسمرية.
كما عملَ كمحاضرٍ متعاون لتدريس مقررات : أحكام التلاوة ،وعلم القراءات ، وأصول الرسم العثماني ، بالسنوات : الأولى ، الثانية ، الثالثة ، بقسم الدراسات الإسلامية ، كلية الآداب ، جامعة عمر المختار.
يضاف إلى ذلك أيضاً، رئاسته لقسم الدراسة والإمتحانات بكليتي الهندسة والآداب بجامعة عمر المختار.
له عدد من الأبحاث العلمية نذكر منها:
الحجاج في النثر الأندلسي في عصر ملوك الطوائف .
كتاب ( بشرى اللبيب بذكرى الحبيب ) لإبن سيد الناس اليعمري “دراسة وتحقيق” .
مقال بعنوان تلاوة القرآن بين الترتيل والغناء .منشور بموقع السلفيوم .
إنضم إلى عضوية البرلمان الليبي في عام 2014
وهو عضو اللجنة الصحية واللجنة المالية داخل البرلمان الليبي.
شرفنا بكم سعادة النائب ويطيب لنا أن تطلعنا عن كيفية إختياركم عضواً في البرلمان الدولي للتسامح والسلام؟
بدايةً يسعدني أن أتقدم بوافر الشكر والإمتنان لمعالي أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام وفريق العمل، لما يبذلونه من جهد متواصل وملحوظ في سبيل المضي قُدماً نحو مستقبل واعد، مفعمٍ بالسِلم والسلام، والأمن والأمان، وإنه لمن دواعي سروري أن أكون ضمن بوتقة هذا العمل العظيم بإنضمامي للبرلمان العالمي للتسامح والسلام، والذي جاء في فبراير 2021، وتحديداً في الجبل الأخضر بليبيا، بعد توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس العالمي للتسامح والسلام، ومجلس النواب الليبي، وقد وقع المذكرة من الجانب الليبي السيد/ عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، ومن ثَم جاءت تسميتي بموجب المذكرة، بإعتباري ممثلاً لمجلس النواب الليبي في البرلمان الدولي للتسامح والسلام.
كان لسعادتكم تجربة هي الأولى من نوعها بالنسبة لكم في المشاركة في جلسات البرلمان الدولي للتسامح والسلام وتحديداً في الجلسة السادسة التي عُقِدت في مونتنيجرو في منتصف يوليو الماضي، كيف كانت وما هي المخرجات التي تم التوصل إليها؟
في بداية شهر يوليو الماضي، تم إبلاغي بإنعقاد الجلسة السادسة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام في مونتنيجرو، وكان اللقاء مفعماً بالحيوية، يسوده الحب والوئام بين أعضائه، ورحب بنا جميعاً رئيس البرلمان المونتنيجري السيد/ أليكسا بيشيش، والسيد/ دوردي رادولوفيش وزير الخارجية، اللذَين أشكرهما من خلالكم على تحقيق الجلسة ونجاحها برغم بعض الصعوبات التي حالت بين حضور عدد من الأعضاء بسبب جائحة كورونا.
وقد تم التوافق خلال الجلسة على تسمية السيدة/ مارجريتا أرانجو رئيسةً للبرلمان الدولي للتسامح والسلام، والأستاذة الدكتورة/ هاجر أبو جبل رئيسةً للجمعية العمومية للتسامح والسلام.
فيما أكدنا أيضاً خلال الجلسة، على عزم البرلمان الدولي للتسامح والسلام نثر زهور المحبة والسلام في العالم، الذي أصبح في حاجة ماسة إلى السِلم والسلام، لينعم قاطنوه بالعيش الكريم، كما أكدنا أيضاً على تفعيل دور اللجان الفنية للبرلمان والجمعية العمومية، لتسهيل مهمة العمل من أجل تحقيق أهداف المجلس النبيلة، ليسود التسامح والسلام في شتى بقاع الأرض.
كما كنا حريصين على أن نؤكد على مضاعفة الجهود لتعزيز ودعم البرلمانات الوطنية وجهودها، لسن القوانين التي تحارب العنصرية والإضطهاد والإرهاب.
حدثنا عن أهمية المجلس العالمي للتسامح والسلام من وجهة نظركم بشكل عام ولليبيا بشكل خاص.
إن العالم بأسره في أشد الحاجة لمنظومةٍ قويةٍ تستطيع إستقطاب كافة الأطياف والتوجهات والأجناس المختلفة بإتجاه قيمٍ وأهدافٍ واحدة، وتغرس فيهم معنى التآلف والمحبة وقبول الآخر، بعد أن أصبح العالم مؤججاً بالتناحر والصراعات، وهو ما يفعله المجلس العالمي للتسامح والسلام ويسعى لأن يُذاع صيتُ أهدافه النبيلة للعالم أجمع.
أما عن أهميته لليبيا بشكل خاص، فربما حاجتها له هي الأكثر من بين أقرانها، فوطني يعيش أزمة علاقات عامة، ويعاني الكثير من سوء الفهم العالمي نظراً لتركيبته الخاصة، وطني يحتاج إلى من يستطيع أن يزيح عن كاهله حمل الأمنيات التي يعجز عن تحقيقها بسبب الوضع الراهن، وهنا يأتي الدور المهم للمجلس مع ليبيا، وهو أن يكون حلقة وصلٍ بيننا وبين العالم وإيصال صورة واضحة له بأننا لسنا بلداً عاجزاً عن التوافق والإندماج، وإنما شعبٌ يشبه كل الشعوب، معتدلٌ ومسالمٌ كغيره، تَواقٌ للمساهمة في بناء الحضارة العالمية أو أن يكون داعماً لها، هنا تكمن أهمية المجلس الذي في إعتقادي قادرٌ على تقريب وجهات النظر بعضها البعض، وإعادة ليبيا لقدرها وعودتها للإنخراط وسط المجتمع الدولي.
ماذا لو وضعنا الصورة في إطارٍ يجعل ملامحها أكثر وضوحاً، وتحدثنا عن الأهمية والحصاد المتوقع من مذكرة التفاهم الموقعة بين المجلس العالمي للتسامح والسلام والبرلمان الليبي.
كما ذكرت في بداية اللقاء أنه تم توقيع مذكرة التفاهم بين الجهتين، في فبراير الماضي وتحديداً في الجبل الأخضر، وقد وقع المذكرة رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام معالي/ أحمد بن محمد الجروان ورئيس مجلس النواب الليبي
Huda Raafat
Huda قام بالإرسال 8 أغسطس الساعة 5:31 م
السيد/ عقيلة صالح، والتي تهدف في الأساس إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك بين الجانبين، لنشر قيم التسامح والسلام حول العالم.
وفي ظني أن هذه المذكرة قد جاءت في وقت مناسب لتعزيز ودعم مسار السلام في ليبيا، التي تمر في هذه الفترة بأزمةٍ سياسية وإقتصادية وإجتماعية، فقدت فيها مبدأ المصالحة الوطنية بين أبنائها، وذلك من توابع مراحلها الإنتقالية مما تسبب في تدخلاتٍ وإدارةٍ دولية، أدت إلى تفاقم الأزمة بدلاً من وضع حلولٍ لها لرأب الصدع بين شعبها.
ما الذي يمكن للمجلس العالمي للتسامح والسلام تقديمه للدولة الليبية الشقيقة وتكون أصداؤه إيجابية في المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد؟
لقد أعلن البرلمان الدولي للتسامح والسلام فعلياً بجميع أعضائه من مختلف دول العالم في جلسته الأخيرة، عن إستعداده الكامل لتبني إعادة روح الإخاء والمحبة والتسامح والسلام بين أطياف الشعب الليبي، وذلك برغبته في الإشراف على الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها في ديسمبر القادم، وأرى أن تلك الخطوة الهامة قد تساهم بشكلٍ كبير في إحساس الشعب الليبي بالأمل في عودة وحدة صفه من جديد، وتشجعهم على المبادرة بالسلام وتنحية الخلافات جانباً أو ربما نسيانها.
ونحن هنا في ليبيا لايزال لدينا برلمان يمثل الشعب في أكبر إستحقاقٍ شهدته البلاد منذ إعلان إستقلالها الثاني، برلمان يحاول السير وسط العراقيل لتظل البلاد شامخة، ويرحب بكل المقترحات التي تطرحها دول الحوار من أجل ليبيا، وهو مستعد لتسليم السلطة لهيئة تشريعية منتخبة على أسس دستورية، وهو الضامن الأكبر لنجاح أي عملية إنتخابية منتظرة.
بشكلٍ آخر.. فإننا نأمل أن يكون للمجلس العالمي للتسامح والسلام دور في حلحلة الأمور العالقة بين أبناء شعبنا، وذلك بأن يدفع بإتجاه تعزيز الإرادة الدولية، وحث دول القرار العالمي والجهات المساهمة في تهدئة الوضع، وإيصال صوتنا إلى الجميع بحقنا في عيشٍ آمن وإرادةٍ حرة، فشعبي يستحق الراحة لصبره الطويل وإنتظاره لتحقيق الوعود، والمجلس هو أفضل منصةٍ يستمع العالم لنا من خلالها، لأنه يضم قدرات العالم الإنسانية، ويمثل إرادة الأمم وإختياراتها.
رسالة محبة.. رسالة سلام، لمن توجهونها وما مضمونها؟
يقول الحق تبارك وتعالى في القرآن الكريم (إن الدين عند الله الإسلام)، ديننا الحنيف يدعو إلى السلام، وهو عنوان أساسي وقاعدة عريضة تشمل كل البشر، لو طبقوها فلن نرَ حرباً ولا قتالاً ولا دماراً، بل سنرى المحبة والمودة بين ساكني الأرض بكافة أطيافهم وإنتماءاتهم.
وعليه فإنني والشعب الليبي على أملٍ كبير في وقوف جميع متبني ثقافة التسامح والسلام يداً بيد مع المجلس الموقر لمساندتنا في مطالبنا في حياة آمنة مستقرة تسودها روح المحبة والإخاء، فلم يعد لدينا القدرة على الإحتمال، وإنحنت الظهور من الأحمال، ونحلم بأن تسقط من قاموس حياتنا كلمة محال.
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة على أن أكون قد أوضحت لكم ما طرحتموه من أسئلة بشكل جيد وصورة واضحة.
Facebook Comments