بقلم: بسمة رمضان
حينما شاهدت إفطار الأسرة المصرية الذي تحدث عنه العالم كله خاصة بعد الترحيب الحافل والعناق الحار الذي حدث بين أبرز المعارضين للسلطة الحاكمة حمدين صباحي، وبين رئيس الجمهورية اعتبرت ذلك بمثابة فتح صفحة جديدة مع المعارضة خاصة بعد التحدث لأحزاب المعارضة لمعرفة مطالبهم التي تمثلت في خروج سجناء الرأي، واعتبر قطاع من الشعب أن ما حدث بمثابة فتحة خير عليهم جميعاً ، خاصة بعد الظروف الاقتصادية السيئة التى مر بها الجميع مؤخرا.
بكل أسف لم تأت الرياح بما تشتهي السفن وصدمنا جميعاً بقرارات الحكومة مؤخرا والتي أدت لارتفاع أسعار السلع الغذائية ، وتلتها تصريحات تؤكد علي ارتفاع أسعار تذاكر المترو والقطارات بعد وقت قصير، كان ذلك بمثابة صدمة خاصة في ظل التحضيرات “للحوار الوطني” القائم من الأساس علي تخفيف العبء عن الشعب المصري وخروج سجناء الرأي ، لكن خروج سجناء الرأي يتم ببطء وكل يوم يزداد العبء علي المواطن الفقير، وكأن الحكومة تحكم شعبا آخر.
اثناء كل تحقيق صحفي اقوم به في الشارع ، يسألني الناس ماذا سيفعل الحوار الوطني لنا، وما الحلول التي ستقدمها المعارضة لحل تلك الأزمات ، فكل يوم يخرج علينا قرار جديد أسوأ من القديم وترتفع أسعار كل شيء ولا احد يلتفت الينا وكل ما نراه هو صدور بيانات من قبل الأحزاب السياسية تعلن فيه رفضها واحتجاجها ، لكن لا يشعر أحد بمعاناتنا ولا نعلم اين الرئيس من تلك القرارات، فهل لم يصله صوتنا أم أنه لا يشعر بنا، وهل هو يعلم أن الرواتب ما زالت على حالها والاسعار كل يوم في زيادة ، فماذا نفعل ولمن نشكو خاصة وأن الإعلام المصري أصبح لا يمثلنا بقدر ما يمثل أصحاب التريندات والأموال الطائلة، وبكل أسف جميعنا اصبحنا نترحم علي أيام مبارك.
استوقفتني سيدة مسنة وقالت: أريد ان اعيش ما تبقي من عمرى في سلام ، علي الأقل يكون بإمكاني الحصول علي علاجي ، وأستطيع أن أكل واشرب ، فمعاشي لا يغطي مصاريف علاجي وفي بعض الأيام أنام دون طعام
لا أعلم ماذا أفعل لهؤلاء ولست مسؤولة حتي أستطيع الرد على أسئلتهم ، لكنني مسؤولة عن إيصال صوتهم للمسئولين ، وبإمكاني أن اقول أن هؤلاء هم الغلابة يمثلون غالبية ، وأن فلل مراسي التي تم بيعها بمليارات الجنيهات لأناس لا يمثلوننا ، فمن يعيشون علي أرباح اليوتيوب ومن نشاهدهم ليل نهار يعيشون رفاهيه هم شريحة بسيطة من شعب كبير اسمه الشعب المصري ، لذلك ادعو كل مسؤول إلى النزول للأحياء الشعبية ليشعر بمعاناة الفقراء، وادعوهم أيضا للتوجه إلي المستشفيات الحكومية متنكرين ليروا المعاناة الحقيقة حتي يستطيعوا نقل الصورة كاملة للسيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لأنه بكل أسف ليس لديه طباخ ينقل له معاناة الشارع المصري!
يجب علي الجميع أن يعلم جيدا أن هناك قنبلة موقوتة اسمها الضغط علي الشعب والضغط علي أسر طفح بها الكيل من ارتفاع أسعار المدارس إلي الأكل والشرب والمواصلات والكهرباء ويظل القوس مفتوحا ، فالحكومة الآن ترفع شعار “ادفع علشان تعيش” ولا تعلم ان لكل شخص طاقته ، يا سيادة الرئيس لا تنس “الغلابة”.
——————————
بقلم: بسمة رمضان
Facebook Comments