في جمهورية العار عندما يتوقف مصير دولة وشعب على قرار يتخذه رئيس …نعرف نحن أبناء شمال افريقيا أن زمن دولة المؤسسات ليس قريبا وان مصير شعب بأكمله معلق على إرادة الرجل الأوحد الذي يعتبر الدستور ومؤسسات الدولة رهن مشيئته ومن عادة الاقوياء الرقص على حافة الهاوية
أكتب ذلك ٫ لان مصير المرحلة المقبلة يتوقف حاليا على إرادة رجل شعبوي متطرف اسمه قيس سعيد.ثمة من يقول إن الرجل قد يكون هو المهدي المنظر الذي سيخلص الأمة .و من صورة اللاعب الماكر التي ربما حرص على صناتعتها.الرجل يمضي قدمت في تحطيم كل ما يتعلق بالتجربة الديمقراطية خطوة أولى من سلسلة خطواته تستهدف الحراك السياسي ٫ لافراغ الساحة أمام الولاية الثانية في الرئاسة التونسية . العشرات من السياسيين والنشطاء والمحامين والصحفيين الأن يسكنون سجون تونس. اختلفت خلفياتهم ومواقعهم لكنهم اجتمعوا على معارضة قيس سعيد. أما تهمهم فقد صارت مثار سخرية من الموالين لسعيد قبل معارضيه.قائمة أكباش الفداء الرئاسية.سياسيين متهمين بالتأمر.أشخاصا اتهموا بالمضاربة أو العمالة صحفيون متهمين بنشر الاشاعات والأكاذيب.ليل دامس في خريطة مريضة لا فكرة مضيئة ولا بارقة أمل .
لكن المشكلة ليست في سعيّد فقط، بل في النخبة المعارضة له والذين فشلوا في توحيد صفوفهم في مواجهة تسلّط الرئيس، وهو ما سمح له بالاستفراد فيهم واحداً تلو الآخر عبر الاعتقالات الكثيرة التي ينفّذها، وهو أيضاً ما يمنع تونسيين كثيرين من الالتفاف حول القيادات السياسية البديلة، والتي عانوا من صراعاتها في فترة سابقة، وهو أساساً ما ساهم في انتخاب سعيّد كشخص من خارج الطبقة السياسية التقليدية.
قد لا يكون فات الأوان بالنسبة للتونسيين لمنع ولادة ديكتاتورية جديدة، لكن الوقت ليس في صالحهم، فكل يوم يمرّ يقرّب سعيّد من مبتغاه.