طلعت عبد القوي .. النائب النزيه

طلعت عبد القوي سيادة النائب النزيه
الأمير كمال فرج.
أعرف الدكتور طلعت عبد القوي منذ أكثر من 35 عاما، بالتحديد في مرحلة الشباب حيث كان الدكتور طلعت وقتها طبيبا ناجحا مهتما بالعمل العام، والعمل العام هنا يعنى لديه
باختصار خدمة الناس، وقضاء حوائج الناس فضيلة، قال َرسوَل ِهَّللا َصَّلى ُهللا عليه وسَّلَم : »الُمْسِلُم أُخو الُمْسِلِم لا َيْظِلُمه ولا ُيْسِلُمه، وَمن كاَن في َحاَجِة أِخيِه كاَن ُهَّللا في َحاَجِتِه،هَّللا َيوَم الِقَياَمةِ«.ِمن ُكُرباِت َيوِم الِقَياَمِة، وَمن َسَتَر ُمْسِلًما َسَتَره الله يوم القيامة،،

كان الدكتور طلعت منذ شبابه ـ ولم يزل ـ شغوفا بخدمة الناس، أتذكر كيف كان يمشى في شوارع المدينة، ويتوقف ليحاور ذلك، ويربت على كتف ذاك، كان شخصية اجتماعية تجد
نفسها في خدمة الناس، وكان التواضع واألدب والخلق الرفيع سمات أساسية في شخصيته.
وعندما دخل الدكتور طلعت عبدالقوي مجلس الشعب “مجلس النواب حاليا” عضوا لم يكن ذلك بدافع شخصي كما يحدث كثيرا، ولكن تم ذلك بدافع شعبي، فالناس عندما شعرت
بخدماته الجليلة ـ وأنا منهم ـ بدأت تتساءل .. لماذا ال يدخل الدكتور طلعت المجلس؟، فكان أول نائب يدخل المجلس مدفوعا بحب الناس.

كانت انتخابات مجلس الشعب في ذلك الزمن تجربة اجتماعية فريدة تعبر عن الروح المصرية، أتذكر مرشحين باالسم مثل “فاروق عطوان” الذي كانت صورة تمأل الشوارع،
ومرشح آخر اسمه “فوزي بدر”، ال زلت أتذكر اسمه حتى اآلن، والسبب أنه لجأ إلى أسلوب طريف في الدعاية االنتخابية، وهو الدعاء، حيث كانت الفتات دعاياته ترتكز على جملة
واحدة وهي “يارب نجح فوزي بدر”.
وفي المقابل، ال أتذكر أني شاهدت مرة الفتة واحدة عن المرشح الدكتور طلعت عبدالقوي، لقد دخل مجلس الشعب حينئذ ليس بالدعاية والالفتات المكثفة، ولكنه دخل المجلس
مدفوعا بحب وتأييد ورغبة شريحة عريضة من الناس، ورصيد ضخم من الخدمات واإلنجازات.
عرفت الدكتور طلعت عن قرب عن طريق صديقي الشاعر والكاتب المسرحي عبد الغني مصطفى رحمه هللا، الذي كان صديقا مقربا منه، وكانت أول سمة ألمسها فيه هي خدمة
الناس، أتذكر أن زوجة عبدالغني مرضت، فذهبنا إليه على عجل، في شقة أسرته في شارع متفرع من شارع السينما، وعندما علم بالحالة المرضية، ورغم أن الوقت كان ليال،
سارع الدكتور طلعت معنا للكشف على المريضة، وهكذا كان يفعل دائما، يده ممدودة للجميع، وقلبه مشرع أمام الجميع.
موقف آخر أذكره بامتنان للدكتور طلعت، حدث أثناء دراستي بالجامعة، عندما أصدرت في مدينتي كفرالزيات مجلة “ضفاف” األدبية على نفقتي الخاصة، ونظرا لعدم وجود أي
موارد لي حينئذ، تعثرت المجلة، وعندما علم الدكتور طلعت، وكان وقتها رئيس مجلس إدارة مركز شباب كفرالزيات، وكان يسمى وقتها “الساحة الشعبية” أو “الساحة” اختصارا،
أبدى استعداده لدعم المجلة الوليدة، وبعد حوار معه وجهني بالذهاب إلى كابتن “عيد خشبة” في مركز شباب كفرالزيات، الذي قام بدوره بتسليمي مبلغا من المال إلصدار العدد
الجديد من مجلة “ضفاف”، وصدر العدد ممهورا بعبارة “إشراف الدكتور طلعت عبدالقوي”
أتذكر أيضا في هذا التوقيت موقف مشابه للصناعي المهندس صالح النموري رئيس القطاع المالي بشركة كفرالزيات للمبيدات، رحمه هللا عندما شاهد أحد أعداد مجلة “ضفاف”
في إحدى الندوات، فأشار لي وعندما حضرت وصافحته، قال لي “افرضوا نفسكم علينا” وعرض دعم المجلة في شكل إعالن للشركة، وبالفعل ذهبت للشخص الذي وجهني بالذهاب
إليه، ومنحني إعالنا عن الشركة قيمته 20 جنيها، وقدم لي المبلغ مقدما.
آخر لقاء جمعني بالدكتور طلعت كان منذ أكثر من عشرين عاما، عندما جمعنا صدفة ميكروباص متوجه من كفرالزيات إلى طنطا، وقتها تحدثنا قليال وكان كعادته متواضعا، خلوقا،
بشوش الوجه، يصافح الجميع باهتمام وود، ال أتذكر أنني رأيته يوما مستقال سيارة، كان دائما يحب الناس، ويتواجد دائما مع الناس، ورغم عدم لقائي معه على مدى سنوات
بسبب إقامتي المستمرة خارج مصر، كنت أتابع نشاطات الدكتور طلعت ونجاحاته، والخدمات التي يقدمها ألبناء كفرالزيات خاصة، وأبناء الوطن عامة .
الدكتور طلعت عبدالقوي نموذج مشرف للنائب النزيه الذي يعرف دوره جيدا، وهو خدمة الناس، لذلك تراه على مدار اليوم يتحرك نحو هذا الهدف، فمرة يستجيب لشكاوى
المواطنين من أهالي كفر الزيات بسبب سوء الحالة المتردية لبعض الشوارع الرئيسية؛ ومرة يعاين مركز شباب “الساحة” ويتابع عملية إنشاء وتنفيذ “حمام سباحة” لألطفال
والشباب بكفر الزيات، موجًها تعليماته بسرعة اإلنتهاء من التجهيزات الالزمة، وإعداد حمام السباحة حتى يتسنى ممارسة النشاط الرياضى به خالل فترة اإلجازة، ومرة يحضر
جلسة نقاشية حول تنظيم عمل المركبات الصغيرة “التوكتوك” في شوارع المحافظة، ومرة يشارك في تجمع لدعم مستشفى سرطان األطفال 57357 فرع طنطا، ومرة يستجيب
فورا لسكان منطقة حسيبة بكفر الزيات، بسبب معاناتهم من تراكم القمامة بجوار مدخل القرية بمحازة الترعة الجديدة، ومرة يحضر افتتاح كنيسة ماري جرجس بكفر الزيات عقب
تطويرها.
وتحت قبة المجلس للدكتور طلعت عبد القوى صوالت وجوالت، كلها موجهة نحو هدفه المحدد وهو خدمة الناس، فمرة يطالب بضرورة دعم الفالح المصري ألنه عصب الدولة،
ومرة يطالب وزير التنمية المحلية بمراعاة أبناء محافظة الغربية بوجه عام وأهالي كفر الزيات بصفة خاصة بسبب ما يعانون من عدم وجود ظهير صحراوي؛ وإيجاد حلول فورية
لمشكلة البناء والسماح بالتوسع الرأسى بالنسبة لإلرتفاعات، حتى اليتسبب التوسع األفقي في أزمة كبيرة بإحداث مخالفات البناء على أراضى زراعية، وتقليل الرقعة الزراعية؛
وسرعة الموافقة إلصدار أحوزة عمرانية لجميع قرى كفر الزيات.

والدكتور طلعت نائب نشط في العديد من الهيئات واالتحادات، فهو رئيس الجمعية المصرية لتنظيم األسرة، وعضو لجنة الخمسين لصياغة اللدستور، وعضو لجنة الحوكمة
باالتحاد الدولي لتنظيم األسرة، وهو أيضا عضو في لجنة التضامن االجتماعي بمجلس النواب.
وقدم الدكتور طلعت من خالل موقعة كرئيس االتحاد العام للجمعيات والمؤسسات األهلية العديد من اإلنجازات، منها تطوير آلية عمل المجتمع المدني، ودعم الكيانات األهلية،
باعتبارها شريك أساسي في بناء الدولة، وتقديم العديد من المبادرات لمساعدة األسر األكثر إحتياًجا بمركز كفر الزيات.
والزال الدكتور طلعت رغم بروزه وصعوده في مجال العمل السياسي كما عهدته وكما عهده أبناء كفرالزيات دائما، متواضعا، بشوش الوجه، طلق المحيا، يستقبل أبناء دائرته
كفرالزيات في مكتبه سواء في كفرالزيات أو القاهرة بنفس الحب والحميمية والصدق، يعمل لنفس الهدف الجميل الذي حدده منذ البداية، كلمة السر في نجاحه وتألقه، وهو خدمة الناس.