كتبت أمل محمد أمين
القاهرة –
«تأهَّب لغير المتوقع» هو موضوع اليوم العالمي السادس لسلامة الأغذية، الذي تحتفل به الأمم المتحدة اليوم. ويمكن أن تساعد جميع شركات الأغذية والحكومات والمستهلكين على الوقاية من تلوث الأغذية والأمراض المنقولة بالأغذية.
وينبغي حماية الغذاء في جميع مراحله، بدءًا من الإنتاج ووصولا إلى الاستهلاك. وتعمل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) معًا على تيسير الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بتلك المسألة على صعيد عالمي.
ويتحمل إقليم شرق المتوسط عبئًا كبيرًا من الأمراض المنقولة بالأغذية. فبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، يعاني 100 مليون شخص يعيشون في الإقليم من الأمراض المنقولة بالأغذية كل عام، منهم 32 مليون حالة هي لأطفال دون سن خمس سنوات.
وتمثِّل أمراض الإسهال المنقولة بالأغذية والناجمة عن المُمْرِضات 70% من عبء الأمراض المنقولة بالأغذية في الإقليم. ويلقى نحو 37000 شخص حتفهم كل عام في الإقليم بسبب تناول أغذية غير مأمونة، ويُعزى ذلك في الأساس إلى أمراض الإسهال المنقولة بالأغذية، وحمى التيفود، والتهاب الكبد A، وداء البروسيلات. وتكتسي تدابير سلامة الأغذية أهمية بالغة للتخفيف من أثر هذه الأمراض على الصحة والعافية إقليميًّا وعالميًّا.
تقديرات المنظمة بشأن العبء العالمي للأمراض المنقولة بالأغذية
قد تتسبب السموم الطبيعية والمواد الكيميائية الاصطناعية، إلى جانب المُمرضات المنقولة بالأغذية، في الإصابة أيضًا ببعض الأمراض المنقولة بالأغذية. ويمكن أن يسبب عدد كبير من الملوثات الكيميائية الموجودة في الأغذية أمراضًا غير سارية لكنها جد خطيرة، لا سيما السرطان، وفشل الأعضاء، والاعتلالات الإنجابية والنمائية.
ويعاني الإقليم من تحديات صحية عامة ناجمة عن الأحداث المرتبطة بتغير المناخ، مثل الموجات الحرارية والجفاف والفيضانات وزيادة انتقال الأمراض الحيوانية المصدر. وتحدُّ الأزمات الإنسانية وغيرها من حالات الطوارئ وعدم الاستقرار السياسي من فرص الحصول على الغذاء المأمون والمياه وخدمات الصرف الصحي المأمونة، فضلاً عن الحصول على الخدمات الصحية. وعادةً ما يكون الأشخاص الأكثر ضعفًا وتهميشًا هم الأسوأ تأثرًا بتلك الأوضاع.
ويصادف هذا العام أيضًا الذكرى العشرين للشبكة الدولية للسلطات المعنية بسلامة الأغذية، التي تيسّر التبادل السريع للمعلومات عن الأحداث المتعلقة بسلامة الأغذية عبر الحدود وفيما بين الأعضاء. وتتيح الشبكة، التي تشارك في إدارتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة، اتخاذ تدابير إدارة المخاطر في الوقت المناسب للوقاية من الأمراض المنقولة بالأغذية وإنقاذ الأرواح.
وقد تتطور حوادث السلامة الغذائية بسرعة كبيرة من مجرد كونها حالات محلية إلى حالات طوارئ عالمية. ويمكن أن تنشأ حالات الطوارئ المتعلقة بسلامة الأغذية عن الأغذية الملوثة الموجودة في الأسواق المحلية و/ أو الدولية، فضلاً عن تعطُّل الرقابة وسلاسل الإمداد الغذائية بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي أو النزاع. وهذا يضع المسؤولية على عاتق الجميع للعمل معًا من أجل التصدي للتحديات المتعلقة بسلامة الأغذية، وحماية صحة المستهلك، وضمان الممارسات التجارية العادلة للأغذية على الصعيدين الوطني والعالمي.
ويواصل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط قيادة ودعم بلدان الإقليم لبناء نُظُم وطنية منيعة للرقابة على الأغذية وتعزيز تداولها الآمن. وسيساعد ذلك بدوره على تحقيق الغايات العالمية المحددة في الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية بشأن سلامة الأغذية 2022-2030 بحلول عام 2030.