لا شك أن هناك ضرورة ماسّة لتقديم وسيلة نقل تتماشى مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة والظروف المناخية وارتفاع الأسعار والازدحام في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والمتوسطة.
وقال الدكتور إبراهيم فضلون، الخبير الاقتصادي، إن مشروع “المونوريل” جاء كمبادرة حكومية حديثة وآمنة وفعّالة، بتكلفة تصل إلى 30 مليون دولار لكل كيلومتر، ليربط الجيزة بأكتوبر وزايد غربًا، ومدينة نصر ومصر الجديدة بالقاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية شرقًا.
الهدف من مشروع المونوريل
وأوضح إبراهيم فضلون، خلال تصريح خاص لـ”قهوة الصحفيين” أن المشروع يستهدف تحسين نظام النقل العام وتخفيف الضغط عن السكان، من خلال مميزات اقتصادية مثل تقارب المسافات بين المحطات التي تصل إلى متوسط 2 كم، وتنفيذها على مسار علوي في أماكن يصعب فيها إنشاء خطوط المترو أو السكك الحديدية الأخرى دون الحاجة إلى تعديلات كبيرة في المرافق أو عمليات نزاع الملكيات المكلفة.
ممبزات المونوريل
وأكد أن المونوريل يتسم بقدرة استيعابية عالية قد تصل إلى 45 ألف راكب في الساعة لكل اتجاه، وجاهز لنقل 600 ألف راكب يوميًا باستخدام قطارات من أربع عربات، وتصل إلى 1,2 مليون راكب عند مضاعفة العربات إلى ثماني عربات.
وتابع، المونوريل يعتبر صديقًا للبيئة، آمنًا، سريعًا، وعديم الضوضاء، مع توطين لصناعة القطارات في مصر لدعم الاحتياطي من العملة الأجنبية، ويساهم المشروع في تقليل التكاليف التشغيلية لمئات الآلاف من السيارات يوميًا، وتوفير الوقت الذي يمكن أن يتحول إلى قيمة اقتصادية، بالإضافة إلى تقليل الحوادث والحد من انبعاثات السيارات المحفوظة للبيئة الخضراء.
وأضاف أن المشروع أيضًا يعزز دخول فئات جديدة مثل النساء وذوي الدخل المحدود وذوي الإعاقة إلى سوق العمل، مما يجلب فوائد اجتماعية واقتصادية متعددة، فضلاً عن زيادة القيمة السوقية للأراضي والممتلكات العقارية القريبة من المشروع.
واختتم تصريحاته ، بأن هذا المشروع العملاق ينفذ وفق نظام تمويلي عالمي مبتكر عبر عقود EPC+F التي تشمل التصميم والتوريد والإنشاء والتمويل، مما يمكِّن من التنفيذ والتشغيل والدفع خلال فترات طويلة قد تصل إلى 20 عامًا.
وانهي كلامه، بأن هذه الاستراتيجية ليست فقط لتلبية الجدوى الاقتصادية المالية بل لتحقيق تأثير اجتماعي وتنموي أوسع نطاقًا في مصر، وتعزيز المكون المحلي والصناعات المصرية في تطوير وإدارة مشاريع البنية التحتية المعاصرة
أجزاء مشروع المونوريل واتجاهاته
وقال الخبير الاقتصادي، إيهاب محمود، إن مشروع المونوريل يعد أحد مشاريع الطاقة النظيفة التي تميز بها النظام الجديد في الجمهورية، وُكِّل تنفيذه لوزارة النقل بالتعاون مع عدد من شركات المقاولات المحلية.
وأوضح إيهاب محمود، في تصريح خاص لـ”قهوة الصحفيين” أن المشروع مقسم إلى جزئين: الأول يشمل خطوط شرق النيل ويضم حوالي 22 محطة، والآخر يتضمن خطوط غرب النيل مع حوالي 14 محطة.
,توقع أن يتم تسليم المونوريل بحلول نهاية عام 2024.
كما تابع، المشروع جزءًا من الجهود المبذولة لتعزيز وسائل النقل النظيفة المعتمدة على الكهرباء والطاقة النظيفة، أسعار التذاكر تتراوح بين 18 إلى 20 جنيهاً، مما يساعد في الحد من الازدحام المروري.
وأكد لـ” قهوة الصحفيين ” أنه يمر بالعاصمة الإدارية الجديدة ويربطها بمختلف مناطق محافظتي القاهرة والجيزة، مما يجعله مشروعاً بالغ الأهمية في هذا الوقت، ذلك لأنه يسهل حركة التنقل داخل البلاد، ويخفف من حدة الازدحام المروري، ويعزز فرص الاستثمار الأجنبي، ويثبت أن البلد في حالة تقدم مستمرة.
