فاجأت شركة كوكاكولا جمهورها في الولايات المتحدة بإطلاق إعلان جديد بالكامل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كجزء من حملتها الإعلانية الخاصة بموسم احتفالات الكريسماس.
يتميز الإعلان الذي قدمته الشركة بعرض مشاهد تجسد أجواء الطقس خلال فترة الاحتفالات، حيث يظهر الدببة والأرانب والغزلان وهي ترحب بقدوم شاحنات كوكاكولا المحملة بالمشروبات الغازية.
ما يلفت النظر هو أن جميع عناصر الإعلان، من صور وشخصيات، قد صُممت بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي دون أي تدخل بشري حتى في عملية التعديل والتحرير. المشروع كان تحت إشراف المهندس الأمريكي براتيك ثاكار، المتخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
هذا الإعلان أثار تساؤلات ومخاوف حول إمكانية استبدال الذكاء الاصطناعي بالعامل البشري في العديد من الوظائف. المهندس شادي محمد، وهو متخصص في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أوضح أن التقنية قادرة على ملء الفراغ في وظائف مختلفة، مشيرًا إلى أن المراحل الأولى ستشهد تدخله بشكل غير مباشر قبل أن يصبح جزءًا أساسيًا من سير العمل. كما أضاف أن أبرز المهن المهددة تشمل مصممي الصور ومحرري الفيديوهات.
من جهته، أعرب الباحث مصطفى صابر عن رؤية مشابهة قائلاً إن التقنيات المستخدمة في إعلان كوكاكولا لا تزال تُعد بدائية نسبيًا، رغم التوجه السريع نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة مثل قيادة الطائرات والسيارات والقطاعات الطبية. ووصف الذكاء الاصطناعي في مرحلته الحالية بأنه أشبه بطفل يبلغ من العمر سبع سنوات يحتاج إلى مزيد من الوقت للتطور.
من جانبه، ألقى تقرير سابق نشرته صحيفة “إندبندنت” الضوء على تهديد الذكاء الاصطناعي لوظائف متعددة في المستقبل القريب. أظهر التقرير أن عمال الإنتاج في القطاعات الصناعية هم أكثر المهن عرضة للخطر، يليهم العاملون في مجال التفتيش والأمن. كما أشار إلى تأثير كبير على وظائف المدققين اللغويين والمترجمين والمختصين بعمليات المونتاج.
ولم يغفل التقرير أيضًا التطرق إلى إمكانيات الذكاء الاصطناعي التي قد تهدد وظائف في القطاعات المالية ومدخلي البيانات والأعمال الإدارية المختلفة