“إحنا قاسيين أوى على أولادنا”.. جملة اختتم بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حديثه عن زواج القاصرات، خلال كلمته باحتفالية التعداد السكانى، حيث أكد على ضرورة الحفاظ على البنات القاصرات من ظاهرة الزواج المبكر.
وقال الرئيس السيسى: “فوجئت بأن عدد المتزوجات فى سن 12 عاماً ليس بسيطاً.. بنت عندها 12 عاماً!! نحملها مسئولية زواج وبيت.. انتبهوا لأولادكم وبناتكم لأن ذلك يؤلمنى ويؤلم أى إنسان عنده ضمير واهتمام حقيقى بأبنائه وبناته”.
شيخ الأزهر: لا يوجد نص صريح يبيح زواج القاصرات
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف تحدث عن زواج القاصرات، وقال إنه لا يوجد نص صريح أو قاطع يبيح هذا الموضوع أو يمنعه والرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لنا زوجوا بناتكم وأطفالكم قبل البلوغ، فلا يوجد إطلاقا هذا الكلام.
وتابع: “مسألة تحديد السن مسألة تخضع لظروف العصر فهناك كانت مجتمعات هادئة يكون لها حكم مختلف عن مجتمعات التعليم فيها مهم ولابد من الوصول لمرحلة معينة فى التعليم، فكون السن الآن 18 عاما فلا مانع من ذلك”.
واستطرد شيخ الأزهر قائلاً: “البنت فى سن 15 لا تزال تحتاج إلى رعاية كبيرة من أجل أن تستوعب ماذا تعنى الأسرة من أجل انتقالها من بيت أسرتها إلى بيت تنفرد بإدارته وكيف تتعامل مع شخص جديد، فبداية الإدراك من عام 18 عاما قبل ذلك يشكل خطورة خاصة بالنسبة لهذا الجيل وكذلك الولد فى تلك الظروف تلعب به العواطف أكثر من القوى العقلية فالإسلام لا يبيح الزواج الذى يترتب عليه ضرر نفسى أو ضرر اجتماعى أو ضرر أخلاقى بالعكس فالمقصد الشرعى من الزواج هو السكن بمعنى السكن النفسى، فإذا كان زواج الصغيرات فى أيامنا هذه يترتب عليه هذه الأمور حتى ولو بغلبة الظن لا يباح هذا النوع من الزواج”.
الأزهر يبدأ حملة للتوعية بخطورة زواج القاصرات
وفى سياق متصل، أعلن الأزهر عن حملة موسعة من خلال وعاظه بكافة مناطق الجمهورية وبالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات المعنية لمواجهة دعوات الانحراف التى يروج لها أصحاب الفكر الضال الوافد إلى بلادنا، كذلك التحذير من زواج القاصرات والآثار المترتبة عليه، والتأكيد على ضرورة تكامل الجهود بين المؤسسات التعليمية الدعوية والاجتماعية والصحية والتشريعية، بالإضافة لاستعادة دور الأسرة التوجيهى والرقابى وغرس الأخلاق والقيم الروحية فى التنشئة لحمايتهم من هذا الفكر المدمر والغزو الأخلاقى.
وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، إنه تقرر تخصيص خطب الجمعة بالجامع الأزهر لشهر المحرم لهذا الغرض، وكذا تخصيص محاضرات وندوات بمختلف كليات جامعة الأزهر ضمن الأنشطة الثقافية لتحصين الشباب من هذه الدعوات الضالة.
حملات للتوعية بالمعاهد الأزهرية
فيما أعلن الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، عن حملة توعية واسعة النطاق على مستوى المحافظات والقرى والنجوع من خلال المعاهد الأزهرية الموجودة فى تلك النجوع كنقاط تمركز وستكون أشبه بدورات لمدة أيام فى قضية من القضايا ومن جملة تلك القضايا التوعية بزواج القاصرات وقضايا المرأة وما يتعلق بارتفاع نسبة العنوسة، وظلم المرأة فى الميراث والقضايا المتعلقة بالمرأة وخاصة فى بعض المجتمعات التى يسود فيها العادات والتقاليد أكثر من الالتزام بتعاليم الإسلام وستكون أوليتنا فى القضايا التى نطرحها ونعالجها لمواجهة الأفكار المغلوطة التى ترتبت عليها انعكسات سلبية على المرأة كذلك فيما يتعلق بالصحة الإنجابية للمرأة وارتفاع نسبة الوفيات فالموضوع ليس مقصورا على مضار اجتماعية فقط بل هناك مضار صحية ونفسية تترتب على ذلك، فضلا عن أن زواج القاصرات سببا من أسباب ارتفاع نسبة الطلاق وذلك لأن لم يكتمل النضج واستشعار المسئولية.
وأضاف فى تصريحات لـ”اليوم السابع” ليست العبرة باكتمال الجسد فقط بل أيضا بالنضج العقلى، لكن اعتماد الجانب الحسى أو الجسدى دون النظر إلى العقل غير معتبر فى الشرع، فقعد الزوجية من أخطر العقود فسمى الميثاق الغليظ، فلابد من التكافوء والتفاهم واستشعار المسؤلية وإلا سيحدث الخلل وهو ما نلمسه فى بعض الزيجات التى نراها لا تراعى مثل هذه المعايير ومثل هذه الاعتبارات التى أكد عليها الشرع وهى أهمية الأهلية.
خطة دعوية بالمساجد
من جانبها، تستعد وزارة الأوقاف بخطة دعوية كبرى من أجل التحذير من خطورة زواج القاصرات، وذلك من خلال توجيه الائمة والواعظات بتناول الأمر من خلال الدروس اليومية لهم بالمساجد وبيان الحكم الشرعى فى الأمر، خاصة فى المناطق النائية.