بقلم الدكتورة/ فاطمة نوفل
يُعدَّ الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية الشائعة فى العصر الحديث، وهناك زيادة مستمرة فى أعداد المصابين بالاكتئاب خلال العقود القادمة، ويرجع هذا الى التغيرات الاجتماعية الاقتصادية، والتقدم التكنولوجى الهائل، وتشابك العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، وتفشى الروح الانهزامية فى المجتمع، بسبب الضغوط الاجتماعية المفروضة علي كل فرد ليحقق ما يهدف إليه من آمال وطموحات، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الأعمار، واستهلاك العقاقير والمخدرات، وازدياد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة، والتى يرافقها الاكتئاب كعرض مرضى، ويُعَّد الاكتئاب مشكلة مشتركة ومتزايدة فى العديد من المجتمعات على حد سواء. يبدو فيه الفرد حزيناً، وفى وضع مخزى عاجزاً عن فعل أى شئ بل كل شئ، مرهق بشدة، يائس ومتلهف للانتحار، ويمتد أثر الاكتئاب ليؤثر على الجسم والعقل، ويقدر فى عام واحد نسبة المصابين به 9,5 % من سكان الولايات المتحدة فقط، أى حوالى 2009 مليون بالغ يعانون من نوبة اكتئابية.
ويعرف الاكتئاب بأنه حالة من الكأبة واليأس والضغوط ونقصان الحيوية والنشاط، وقد يحدث بصورة خفيفة دون حدوث تأثيرات طويلة الأجل، ألا أن الاكتئاب الشديد يعتبر مشكلة صحية نفسية وخطيرة.
ولقد شهدت الفترة الأخيرة من القرن العشرين زيادة هائلة فى انتشار مرض الاكتئاب فى كل أنحاء العالم وتقول أخر الإحصائيات التى صدرت عن منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 7% إلى 10 % من سكان العالم يعانون من الاكتئاب وهذا يعنى وجود مئات الملايين من البشر فى معاناة نتيجة للإصابة بهذا المرض، وما ورد فى إحصائيات منظمة الصحة العالمية حول عدد الأشخاص الذين يقدمون على الإنتحار فى كل عام، ويصل هذا الرقم 800 % شخص فى العالم سنوياً، وهذا يمثل العبء الأساسى لمرض الاكتئاب لأن الانتحار يحدث كنتيجة مباشرة للإصابة بهذا الاضطراب حين يصل الشخص إلى مرحلة اليأس القاتل.
ويعرف الاكتئاب بأنه حالة من الحزن الشديد تنتاب الفرد نتيجه للإحساس بالذنب والعجز والدونية واليأس وانخفاض مستوى الانتباة والتركيز والانسحاب الاجتماعى والتقوقع حول الذات.
ويشترط لتشخيصه وجود أثنين على الأقل من الأعراض التالية خلال فترات المزاج : المزاج المكتئب، فقدان أو زيادة الشهية ، وأرق أو زيادة فى النوم ، وهبوط فى الطاقة ، واخفاض تقدير الذات، وضعف التركيز ، وصعوبة اتخاذ القرارات ، والشعور باليأس أو فقدان الأمل.