في الأسابيع الأخيرة، تحول اهتمام العالم نحو الأحداث الجارية في غزة ولبنان، إن المعاناة والاضطرابات التي يوجهها إخواننا وأخواتنا في هذه البلدان العربية لا يمكن تصورها، ولكن يبدو أن هناك شعوراً باللامبالاة بين بقية العالم العربي.
و بينما نواصل حياتنا اليومية، لا تزال مدن مثل الجونة والقاهرة تستضيف مهرجانات وفعاليات فخمة، مما يترك الكثيرين يتساءلون: هل نغض الطرف حقًا عن معاناة إخواننا العرب؟ وعلى الرغم من التغطية الإخبارية المستمرة ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول الفظائع وأعمال العنف في غزة ولبنان، يبدو أنه بالنسبة للكثيرين مجرد صراع بعيد لا يؤثر بشكل مباشر على حياتهم، ولكن دعونا لا ننسى أن هؤلاء هم أبناء شعبنا، وإخواننا وأخواتنا، الذين يتحملون ما لا يمكن تصوره، إنهم يعيشون في خوف، ويكافحون من أجل البقاء، وفي حاجة ماسة إلى دعمنا وتضامننا.
ومن المحبط أن نرى كيف أن البعض منا في العالم العربي قادر على الاستمرار في حياته اليومية، في حين يواجه إخواننا العرب مثل هذه الظروف الأليمة، يسارع الكثير منا إلى مشاركة آرائنا وصلواتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن كم منا يتخذ إجراءات حقيقية لمساعدة المحتاجين؟ كم منا تبرع بالفعل لجهود الإغاثة أو تطوع لمساعدة المتضررين من الصراعات المستمرة؟
وفي حين أنه من المهم تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية لثقافتنا، مثل المهرجانات والفعاليات التي تعرض فنوننا وتقاليدنا، فمن المهم بنفس القدر أن نعترف بمسؤولياتنا تجاه إخواننا العرب في أوقات الأزمات، إن إخواننا وأخواتنا في غزة ولبنان بحاجة إلى دعمنا الآن أكثر من أي وقت مضى، ومن واجبنا أن نتضامن معهم.
ودعونا لا ننسى أن العالم العربي مجتمع واحد، ومعاناة جزء منه ينبغي أن تعنينا جميعا، لا يمكننا أن نغض الطرف عن الظلم والفظائع التي تحدث في البلدان المجاورة لنا، بينما نواصل حياتنا اليومية وكأن شيئا لم يحدث، لقد حان الوقت لكي نجتمع معًا ونظهر دعمنا لإخواننا وأخواتنا في غزة ولبنان.
وعلاوة على ذلك، بينما نواصل استضافة المهرجانات والفعاليات الباهظة، دعونا لا ننسى استخدام هذه المنصة لرفع مستوى الوعي والدعم لإخواننا العرب المحتاجين، فأننا لدينا القدرة على التأثير وإحداث التغيير في مجتمعاتنا، وقد حان الوقت لاستخدام هذه القوة لإحداث تأثير إيجابي على حياة المتضررين من الصراعات المستمرة.
ولن نتمكن من إحداث تغيير حقيقي إلا عندما نقف جميعًا معًا ونظهر دعمنا وتضامننا مع إخواننا وأخواتنا في غزة ولبنان، دعونا لا ندع معاناتهم تمر دون أن يلاحظها أحد أو تعالج، دعونا نظهر للعالم أن العالم العربي ليس غير مبال، بل هو مجتمع يقف جنبا إلى جنب في أوقات الحاجة.
وبينما نواصل الاستمتاع بحياتنا والاحتفال بثقافتنا، دعونا لا ننسى واجبنا تجاه إخوتنا العرب في غزة ولبنان، ويجب علينا أن نستخدم أصواتنا وأفعالنا ومنصاتنا لإظهار دعمنا وتضامننا مع أولئك الذين يواجهون صعوبات لا يمكن تصورها. معًا، يمكننا إحداث التغيير، ومعًا، يمكننا أن نحدث فرقًا، دعونا لا نكون غير مبالين، بل متحدين في جهودنا لدعم إخواننا وأخواتنا في غزة ولبنان