من هو المتعلم الصانع ؟ أدواره ، و صفاته ؟
بقلم/جمعه ونيس
تعليم يتمركز حول المتعلم، سيؤدي حتما إلى جعل المتعلم القضية المركزية في مجال تطوير التعليم، فإذا كان المعلم هو حجر الأساس في المنظومة التعليمية، فإن المتعلم هو الأساس نفسه، وهو البناء بالكامل، لذا فمن الضروري علينا في مجال تكنولوجيا التعليم أن نبحث دائما حول تطوير أداء المعلمين والمتعلمين، ونجد سُبلا من شأنها أن تأخذ المتعلم إلى حيث التقدم كي يرتوي من نبع المعرفة. فلم تعد القضية هي البحث عن الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها إيصال المعلومات للمتعلم، فهذا ما يعنى به التعلم التقليدي، ولكن في ظل عالم متطور وفيض تكنولوجي ومعرفي، أصبحت القضية الأهم هي تنمية مهارة البحث الذاتي لدى المتعلم، وإيجاد الدافع والحافز الذي يمكنه من التعلم الذاتي، لذا بحثت نظرية الابتكارات الكاسحة في تغيير دور المعلم من كونه موجها ومرشدا إلى كونه محفزا في عملية التعلم.
من خلال هذه المقالة نضع بين أيديكم، أدواراً جديدة لمتعلم المستقبل، ومهاماً أكثر تطوراً للطالب المنتج، ومعرفة أكثر حداثة لجعل دور المتعلم مرناً لأبعد الحدود، ففي عصر السماوات المفتوحة يجب أن يتغير ويتطور دور المتعلم بشكل يومي، فما يتسم به من المرونة يجعله على الجانب الآخر المتعلم الصانع كما هو الحال في عنوان المقالة.
إذا كان المتعلم المنتج هو الذي يستطيع أن يدرك العلاقات المنطقية بين الأشياء ويخرج لنا بروابط جديدة، فإن المتعلم الصانع هو ذاك الذي يستطيع أن يبتكر ويبدع ويطور العلاقات والترابطات إلى ما هو أحدث، ويستطيع أن يتفرع في العلوم المختلفة إلى حيث الإبحار المعرفي وخلق العلاقات والروابط بقدراته، لدرجة قد تمكنه من إبداع جديد وابتكار علم كامل ومعرفة حقيقية مبتكرة، وتنبؤات مستقبلية تؤدي إلى تكيفه مع الواقع المستقبلي فيما بعد.
فكيف يكون الحال إذا حولنا طلاباً إلى صناع للمعرفة والعلم، بدعمنا لقدراتهم منذ الصغر حتى نخرج مع تقدم المراحل التعليمية متعلمين صناعا ومنتجين، ولا يقتصر دورهم على مجرد التلقين والترديد لمحتويات المقررات أو لمنتجات الآخرين؟