إن الدخول في معترك الأعمال هو المخاطرة نفسها التي يفتخر بعض رجال الأعمال -سواء فشلوا أو نجحوا – بتعاملهم معها, ولكن عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في مجال الأسهم والسندات في البورصة, تصبح حماية الأموال بقدر المستطاع هي الأهم لرواد الأعمال عبر اتخاذ إجراءات حذرة دائمًا في هذا المجال.
لذا على المستثمرين اتخاذ قرار بالتخلص من الأسهم والحفاظ على السيولة النقدية, عندما تنخفض مؤشرات البورصة؛ وذلك لتقليل حجم المخاطرة, كما أن التخلص من تلك الأسهم يمثل فرصة جيدة لتوفير السيولة بالشركات، وضخ أموال جديدة في الوقت المناسب.
يعلم جميعنا، أنه لايوجد استثمار آمن بنسبة 100%، حتى وإن كان في شركات كبرى كمايكروسوفت، وإنتل، وجنرال إلكتريك؛ إذ يأمل المستثمرون- الذين يضعون أموالهم في السوق- أن يتراوح متوسط العائد بين 10 إلى 12%، مع احتمال خسارة استثماراتهم في حالة انهيار السوق!.
ولسوء الحظ عند حدوث ذلك، يحاول بعض المستثمرين الصمود وتعويض الخسارة عندما تنهض السوق مرة أخرى؛ ما يؤدي في النهاية إلى خسارة الاستثمار المبدئي، بجانب خسارة فرصة النهوض والصعود مرة أخرى وتعويض الخسارة .
لذا ينبغي وضع استراتيجية عامة للاستثمار تتضمن تصورًا كليًا، سواء للأوقات الجيدة للاستثمار أو العصيبة. وتتمثل الخطوة الأولى في تحديد مقدار ماتسمح به نفسك فيما يمكن أن تخاطر به من أموال في استثماراتك؛ لأنه يجب المحافظة على وجود سيولة بشركتك؛ بوضع حد للتسامح عند الخسارة؛ الأمر الذي قد يتنوع ويختلف من رجل أعمال لآخر، وفق الحالة الاجتماعية، بجانب عوامل أخرى تحدد مدى هذا التسامح، ثم أنت من يحدد في النهاية اختياراتك وأولوياتك .
وأخيرًا، عليك تحديد مقدار المال الذي يمكنك قبول خسارته على المدى القصير، إذا ما انهارت الأسواق المالية بشكل كبير؛ حيث تتنوع درجة التسامح عادة وتختلف، وفق مستوى الحماية الذي يضعه رجل الأعمال لنفسه.
وهناك عوامل أخرى هامة، تلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر؛ مثل مدى احتياج رجال الأعمال لبعض السيولة لتسيير أعمالهم؛ فقد يؤدي هذا الاحتياج إلى التخلص من تلك الاستثمارات بسرعة؛ ما يؤدي بدوره إلي فقدان جزء من قيمتها، وهذا ما يحدده الوقت وحالة الأسواق عند اتخاذ قرار التسييل.
وفي الواقع، ربما تختلف وجهات نظرك وأحاسيسك حول المخاطر والمجازفات التي يمكنك أن تخوضها بهدف بناء أسهم خاصة لمشروعك، في مقابل تلك المخاطر التي يمكنك خوضها في عالم الاستثمارات السائلة، والتي لن يكون لك عليها أية سيطرة.
ومن المهم قبل أن تتخذ أي قرار تندم عليه لاحقًا, الاستماع أولًا لنصيحة مستشار استثماري, وتوضيح الأهداف المالية قصيرة وطويلة الأمد التي تأمل تحقيقها خلال الفترة القادمة, وعمل خطة حول احتمالات تقدير رأس المال والحصول على الدخل، والتي قد تساعدك على أن تنام مرتاح البال.
وسواء كنت تغامر بجميع أموالك في البورصة أو كنت تخبئ بعضًا منها في سندات حكومية, فإن العنصر الأهم هنا هو التوفيق والملاءمة بين خطتك الاستثمارية من ناحية وبين شخصيتك كمستثمر من ناحية أخرى .
وفي النهاية، يجب أن تكون حريصًا خلال تلك الاستثمارات في الأسهم على أن توفر لك سيولة دائمة، سواء لاحتياجاتك الشخصية كرجل أعمال دون ضغط على شركتك وأعمالك, أو لضخ أية استثمارات جديدة في شركتك، من أجل أية توسعات أو من أجل معالجة أخطاء، أو مشاكل معينة قد تفاجأ بها؛ وذلك بتسييل تلك الأسهم، خاصة وأنها من أسهل الاستثمارت التي يمكن تسييلها في أي وقت للحصول على الأموال اللازمة لتمويل احتياجات أعمالك.
فنون التعامل مع مخاطر الاستثمار
Facebook Comments