خاص| اقتصاديون يوضحون نسبة زيادة إيرادات قناة السويس حتى عام 2030

زيادة إيرادات قناة السويس..قال الدكتور إبراهيم جلال فضلون، الخبير الاقتصادي، إن استئناف عبور السفن من قناة السويس يُعد ضرورة استراتيجية واقتصادية لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في ظل غياب بدائل عالمية مستدامة واشتداد الحروب الاقتصادية في المناطق الساخنة حول العالم، سواء في الشرق أو الغرب، بدءًا من منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن هذه التوترات ألقت بظلالها السلبية على الطرق البحرية في البحر الأحمر وباب المندب، مما أثر بشكل ملحوظ على حركة الملاحة بالقناة واستقرار التجارة العالمية، كما تسببت في زيادة تكاليف النقل عبر طريق رأس الرجاء الصالح، بجانب نقص الخدمات الملاحية المطلوبة، بالإضافة إلى المخاطر البيئية الناجمة عن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استهلاك الوقود.

وأضاف فضلون، في تصريحات خاصة لصحيفة الجارديان مصر، أن حادثة جنوح سفينة الحاويات البنمية “إيفر غيفن” في مارس 2021 والتي عطلت الملاحة لمدة أسبوع تسببت في تحفيز الحكومة المصرية لوضع خطة شاملة لتطوير القطاع الجنوبي لقناة السويس، مشيرا أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية تهدف إلى تعزيز تنافسية القناة عالميًا من خلال إنشاء تفريعة مزدوجة عند منطقة البحيرات المرة الصغرى، وهو ما سيمكن القناة من استقبال أنواع جديدة من السفن التي لم تكن تعبرها من قبل، ويتم دعم هذا التطوير بإجراءات تقنية وملاحية، مثل تحديث الخرائط الإلكترونية ECDIS، إنشاء وسائل مساعدة ملاحية، وانتهاء تدريب مرشدي القناة لضمان العبور الآمن.

اقتصاديون يوضحون نسبة زيادة إيرادات قناة السويس حتى عام 2030
اقتصاديون يوضحون نسبة زيادة إيرادات قناة السويس حتى عام 2030
نمو إيرادات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 10% و12% سنويًا.. اقتصادي يتوقع

وأردف بأن القناة تواجه تحديات اقتصادية حادة انعكست في انخفاض الإيرادات بأكثر من 60% مع حلول عام 2024، ما يعني خسائر تقارب 7 مليارات دولار، وفي إطار الاستجابة لهذه الأوضاع، انطلقت الدولة المصرية في مشروع توسعة جديدة يهدف إلى زيادة عرض القناة بمقدار 40 مترًا شرقيًا بين الكيلو 132 والكيلو 162، إضافة إلى إنشاء ازدواج بطول 10 كيلومترات بين الكيلو 122 والكيلو 132 بمنطقة البحيرات المرة الصغرى، ومن المتوقع أن تُسهم هذه التوسعات في رفع تصنيف القناة عالميًا، زيادة مستوى الأمان الملاحي واستيعاب ما بين 6 إلى 8 سفن إضافية يوميًا، مما يدعم تنافسيتها على الصعيد الدولي.

وأوضح  أنه وفقًا للإحصائيات الحالية، تستحوذ القناة على حوالي 12% من إجمالي حركة التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات عالميًا، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد، أنجز مشروع إنشاء قناة السويس الجديدة بتوسعة بلغت 72 كيلومترًا بين الكيلو 60 والكيلو 95 ،إضافة إلى تعميق التفريعات بمنطقتي البحيرات الكبرى والبلاح، وكشف أن هذا المشروع تطلب استثمارات بلغت حوالي 4 مليارات دولار، تم توفيرها من خلال شهادات استثمار طرحها للمواطنين المصريين، مما ساهم في تحقيق إيرادات قياسية بلغت 9.4 مليار دولار خلال السنة المالية 2022/2023 مقارنة بـ5.3 مليار دولار خلال 2014/2015.

وأكمل حديثه بالقول إن الفترة الممتدة بين يناير وفبراير 2024 شهدت انخفاضًا لافتاً في عدد السفن العابرة إلى 2.3 ألف سفينة مقارنة بـ125 ألف سفينة عبرت خلال السنوات السبع الأخيرة، هذا التراجع أدى إلى انخفاض الإيرادات بنسبة تجاوزت 50% لتصل إلى 724 مليون دولار مقابل 1.5 مليار دولار، وفقًا لتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس.

خطة قناة السويس وإيراداتها

واختتم فضلون تصريحاته بالتأكيد على أن خطط تطوير مجرى قناة السويس وزيادة طاقتها الاستيعابية تمثل خطوة ضرورية لضمان نمو الإيرادات وتحقيق استدامتها، ورغم التحديات الراهنة الناجمة عن التوترات السياسية والاقتصادية الدولية، فإن التوقعات تشير إلى نمو إيرادات القناة بنسبة تتراوح بين 10% و12% سنويًا فور دخول مشاريع التطوير حيز التنفيذ الكامل.

زيادة إيرادات قناة السويس

ويشير  الدكتور طارق عوض، الخبير في المبادرات والمشروعات القومية، إلى أن مشروع “قناة السويس الجديدة” الذي جرى افتتاحه في أغسطس 2015 كان خطوة استراتيجية لتطوير قناة السويس، حيث يتمثل المشروع في إنشاء تفريعة موازية للقناة بطول 35 كيلومترًا بتكلفة 8.2 مليار دولار، بهدف تقليل زمن عبور السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة وزيادة السعة الاستيعابية للقناة. ورغم تأثر الإيرادات بدايةً نتيجة ركود التجارة العالمية وانخفاض أسعار النفط، شهدت القناة تعافيًا سريعًا حيث حققت عوائد بلغت 32.4 مليار دولار بين عامي 2016 و2020.

وأوضح عوض في تصريحات خاصة لـ”الجارديان مصر”  أن تمويل “قناة السويس الجديدة” جرى عبر مشاركة واسعة من المواطنين المصريين، حيث جمعت الدولة نحو 64 مليار جنيه من شهادات الاستثمار بفائدة 12%، وقد كلف ذلك الدولة حوالي 7.6 مليار جنيه سنويًا خلال خمس سنوات لسداد العوائد، إلى جانب اقتراض هيئة القناة 850 مليون دولار من البنوك المحلية لتطوير البنية التحتية.

وأضاف عوض أن المشروع شمل إنشاء مجرى ملاحي جديد موازٍ بطول 35 كيلومترًا وعرض 317 مترًا وعمق 24 مترًا، بما يتيح مرور السفن ذات الغاطس العميق حتى 66 قدمًا. كما جرى إنشاء عشرة جراجات جديدة للسفن. بعد حادث جنوح سفينة الحاويات البنمية في مارس 2021، والذي تسبب بتوقف الملاحة لأسبوع، تم الإعلان عن خطط لتطوير القطاع الجنوبي للقناة لتحسين الأداء وتقليل المخاطر الملاحية.

وتابع، المشروع أيضًا تضمن توسيع وتعميق تفريعة البحيرات الكبرى على امتداد 27 كيلومترًا وتفريعة البلاح بطول 10 كيلومترات، ليغطي المشروع إجمالي طول يبلغ 72 كيلومترًا، مضيفا أن  الهدف الأساسي لهذا التوسع هو تحويل المنطقة المحيطة بالقناة إلى مركز عالمي للاستثمارات العربية والدولية في مجالات بناء السفن وصيانتها، تخزين البضائع، وتطوير الصناعات المتنوعة.

كما أشار عوض إلى خطة الدولة الطموحة لزيادة إيرادات القناة إلى 88 مليار دولار ما بين 2024 و2030، مع استهداف عبور حوالي 190 ألف سفينة بحمولة إجمالية تبلغ 13 مليار طن سنويًا بحلول عام 2030. ويسعى المشروع أيضًا لاستقطاب استثمارات بقيمة 5.4 تريليون جنيه في القطاعات الصناعية بمنطقة القناة، بالإضافة إلى تحويلها لمركز عالمي للطاقة الخضراء وإنشاء مناطق اقتصادية إقليمية رائدة، مع توطين 21 صناعة رئيسية بحلول عام 2025.

توسيع قناة السويس

وفي سياق توسيع قناة السويس، أكد عوض أن الخرائط الملاحية الجديدة تضمنت توسعات عرضية بمقدار 40 مترًا بين الكيلومترين 132 و162، مضيفا أن القناة مجرى مزدوجًا جديدًا بطول 10 كيلومترات في منطقة البحيرات المرة الصغرى (بين الكيلومترين 122 و132). وأشاد بجاهزية المشروع قُبيل التشغيل الفعلي بعد الانتهاء من الإجراءات الفنية وتدريب المرشدين لضمان عبور السفن بأمان.

تحسين القطاع الجنوبي للقناة يُتوقع أن يعزز من تنافسيتها الدولية من خلال تقديم خدمات ملاحية ولوجستية متقدمة، ما يساعد في جذب نوعيات جديدة من السفن والوحدات البحرية.

تراجع الإيرادات وتأثير التوترات السياسية

وعلى الرغم من انخفاض إيرادات القناة في أوقات معينة نتيجة للتوترات السياسية في البحر الأحمر والغارات الحوثية التي أدت إلى تعطيل حركة السفن بسبب المخاطر الأمنية، إلا أن إدارة القناة تبنت سياسات مرنة للتسعير وتعزيز التعاون مع شركات النقل والشحن العالمية لضمان بقاء القناة طريقًا بحريًا آمنًا وأقل تكلفة للتجارة الدولية.

وأشار عوض أيضًا إلى أن ارتفاع أسعار النفط منذ منتصف عام 2023 ساعد على تعزيز ميزة القناة مقارنة بالطرق البديلة مثل رأس الرجاء الصالح. فالزيادة في تكاليف الوقود دفعت العديد من السفن لاختيار المسارات الأقصر لتوفير النفقات، إضافةً إلى التزام القناة بالمعايير البيئية ضمن جهود التحول الأخضر في قطاع النقل البحري.

كما تناول عوض تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي وصلت قيمة استثماراتها إلى نحو 18 مليار دولار، وأسفرت عن إنشاء أكثر من 250 منشأة صناعية وخدمية. هذه الخطط رفعت ثقة المؤسسات التجارية وزادت استخدام

  • اقتصاديون يوضحون نسبة زيادة إيرادات قناة السويس حتى عام 2030
    اقتصاديون يوضحون نسبة زيادة إيرادات قناة السويس حتى عام 2030

نوران الرجال

نوران الرجال عضو لجنة النقل البحري بالجمعية العمومية العلمية للنقل و عضو لجنة التجارة والصناعة بحزب الدستوريين الأحرار و صحفية في دار الهلال ومؤسسة برنامج الكنز في الصندوق و ما لا تعرفه

Related Posts

حوار مفتوح حول ما يحدث في البحر الأحمر وتأثيره على الاقتصاد المصري ( خاص)

قال الدكتور خالد فواز، الخبير الاقتصادي، إن الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة قد تمثل فرصة لإسرائيل للترويج لمشروع “الممر الاقتصادي” البديل، الذي يهدف إلى الربط بين الهند والخليج وأوروبا مرورًا…

كيف ستؤثر قرارات ترامب بشأن الضرائب الجمركية اقتصاديا على مصر؟ (خاص)

بعد القرارات الجديدة التي أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن عدد من الدول الكبرى، بما فيها الصين، روسيا، كندا، ومصر فيما يتعلق بالقضايا الجمركية، أجرينا حديثًا مع الدكتور طارق محمود،…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *